واصلت الجالية اليمنية في نيويورك خلال عام 2024 حضورها البارز في المشهد الثقافي والاجتماعي، عبر سلسلة من الفعاليات والمبادرات التي هدفت إلى ترسيخ الهوية اليمنية وتعزيز الروابط بين أفراد الجالية ومحيطهم الأمريكي.
ففي المجال الثقافي، كرّمت الجالية عددًا من الشعراء والفنانين اليمنيين الذين أثروا المشهد الإبداعي بإنتاجاتهم، كما أعلنت بالتعاون مع مؤسسة عناوين بوكس عن إطلاق أول معرض يمني للكتاب في نيويورك، كخطوة نوعية لتعزيز القراءة والتعريف بالأدب اليمني في المهجر. ويُرتقب أن يشكل هذا المعرض منصة للتبادل الثقافي بين اليمنيين والأمريكيين من خلفيات متنوعة.
كما شاركت الجالية في احتفالية تاريخية بمناسبة إعلان قانون رسمي في ولاية نيويورك لاعتماد يوم خاص بـ”الثقافة والتراث اليمني”، وتسمية إحدى مناطق الجالية بـ”اليمني الصغرى” كمنطقة تراثية، في إنجاز يُعد انتصارًا للهوية اليمنية داخل النسيج الأمريكي المتعدد.
أما وطنيًا، فقد أحيت الجالية ذكرى ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر بحفل جماهيري حاشد، تخلله توزيع أجهزة كمبيوتر على طلاب يمنيين، تأكيدًا على التزامها بدعم التعليم والتكافل المجتمعي.
وفي الإطار المجتمعي، كرّمت الجالية شركات يمنية ناجحة ساهمت في دعم الاقتصاد المحلي، كما بادرت بجمع تبرعات وتقديم مساعدات للمتضررين من السيول في محافظة الحديدة، في مشهد إنساني يعكس ترابط الجالية مع الداخل اليمني رغم بُعد المسافات.
كما خصّصت الجالية برامج استقبال وتعريف قانوني واجتماعي للفائزين الجدد بقرعة الهجرة (اللوتري)، لمساعدتهم على الاندماج والتكيّف في بيئتهم الجديدة.
بهذا الزخم الثقافي والاجتماعي، تؤكد الجالية اليمنية في نيويورك مكانتها كفاعل رئيسي ليس فقط في خدمة أبنائها، بل أيضًا في إثراء المجتمع الأمريكي بالتنوع اليمني المتجذر.