واصلت الجالية اليمنية في نيويورك مساعيها الحثيثة في تعزيز التعليم وتمكين أبناءها من المهارات والمعارف اللازمة للاندماج والمنافسة في المجتمع الأمريكي، وذلك من خلال سلسلة مبادرات وفعاليات تعليمية متنوعة عكست حرصها على دعم جيل جديد واعٍ ومؤهل.
مع بداية العام، أعادت الجالية فتح باب التسجيل في البرنامج التعليمي بالتعاون مع مدرسة “يمن أونلاين”، والذي يركز على تعليم اللغة العربية، القرآن الكريم، والدراسات الإسلامية، بالإضافة إلى تنمية المهارات الأساسية للأطفال واليافعين من أبناء الجالية. وشكّل هذا البرنامج نقطة انطلاق لعام تعليمي مثمر شمل مختلف الفئات العمرية.
وفي يونيو، أعلنت الجالية بالتعاون مع عدد من الشركاء عن إطلاق دورة مجانية مخصصة للمهاجرين العرب في الولايات المتحدة وكندا، تناولت موضوعات حديثة ومطلوبة في سوق العمل الرقمي، مثل التصميم الرقمي، المؤثرات البصرية، التسويق الرقمي، وإنشاء الحملات الإعلانية، وذلك في إطار حرصها على تأهيل الشباب مهنيًا وتزويدهم بأدوات العصر.
ولم تقتصر المبادرات على الجانب النظري، بل نظّمت الجالية أيضًا ورش عمل عملية حول استشارات الأعمال باستخدام تكنولوجيا Microsoft، بالتعاون مع مؤسسة “بيكسولوجي للسلام والتنمية” وشركة “365 Modern Partners” المعتمدة من Microsoft، إلى جانب منظمة معونة لحقوق الإنسان والهجرة، مما أتاح للمشاركين فرصة الانخراط في تجارب تطبيقية ضمن بيئة احترافية.
كما واصلت الجالية جهودها التدريبية من خلال تقديم سلسلة من الدورات الاحترافية في تصميم الجرافيك، والتي شملت أكثر من 13 محاضرة، ضمن الدورة التدريبية رقم 518، مستهدفة فئة الشباب لتعزيز مهاراتهم التقنية والفنية بما يفتح أمامهم أبواب العمل الحر والفرص المستقبلية.
وفي إطار التكريم والتحفيز، نظّمت الجالية يوم 29 يونيو فعالية “اليوم اليمني لدعم التعليم”، والتي شهدت حفلًا بهيجًا تم خلاله تكريم الخريجين من أبناء الجالية، وتوزيع منح مالية وكتب تعليمية دعماً لمسيرتهم العلمية، وبحضور عدد من الشخصيات اليمنية الأمريكية.
واختتم العام بتوقيع عقد شراكة بين الجالية ومدرسة “ألسن” بتاريخ 22 ديسمبر، لإطلاق برنامج “رعاية الإنجاز الأكاديمي”، الذي يهدف إلى تعليم اللغة العربية وتعزيز المستوى الأكاديمي للأطفال من أصول يمنية، ولا يزال البرنامج مستمرًا حتى اليوم، مما يؤكد على نهج الجالية الاستراتيجي في بناء قاعدة تعليمية متينة لأبنائها.
من خلال هذه المبادرات، أثبتت الجالية اليمنية في نيويورك أنها ليست فقط حاضنة للهوية الثقافية والتعليمية، بل أيضًا منصة حقيقية لتمكين شبابها أكاديميًا ومهنيًا، ليكونوا فاعلين ومؤثرين في مجتمع متعدد الثقافات.
