خلال عامها الأول بعد تشكيل هيئتها الإدارية الجديدة، نجحت الجالية اليمنية في ولاية نيويورك في تحقيق حضور بارز وفاعل على المستوى المحلي والدولي، مؤكدة دورها كمكون نشط يسهم في تعزيز الهوية اليمنية ويعكس صورة مشرّفة لليمنيين في المهجر.
وقد جاءت أبرز محطات هذا الحضور في مشاركتها المتميزة بعدد من الفعاليات العامة والرسمية، بدءًا من فعالية رفع الأذان بمكبرات الصوت يوم الجمعة، التي شهدت تفاعلًا واسعًا من قبل سكان المدينة والقيادات الدينية، في تأكيد على حرية المعتقد والتعددية الثقافية التي تعيشها مدينة نيويورك.
كما حققت الجالية إنجازًا لافتًا على المستوى الدبلوماسي من خلال توقيع اتفاقية تاريخية مع الولايات المتحدة الأمريكية لاستعادة قطعتين أثريتين يمنيتين تم تهريبهما في وقت سابق، وذلك بالتعاون مع أحد متاحف نيويورك. وجرت مراسم التوقيع بحضور رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، في لحظة اعتبرها العديد من المتابعين خطوة فارقة في حماية التراث اليمني، وتعزيز التعاون القانوني والثقافي بين اليمن والولايات المتحدة.
وفي إطار دعمها للشباب اليمني في المهجر، شاركت الجالية في المؤتمر الدولي للشباب الذي عُقد بنيويورك بمشاركة وفود من مختلف دول العالم، حيث مثلت الجالية صوت الشباب اليمني وطموحاته في مجالات التعليم، والعمل، وبناء السلام.
كما كان للجالية اليمنية حضور وطني بارز في فعالية رفع العلم اليمني بمدينة يانكرس بولاية نيويورك، في تظاهرة وطنية جمعت مكونات الجالية وأبناء الجاليات الأخرى، احتفاءً بالوحدة الوطنية والتاريخ اليمني العريق.
واختتمت الجالية موسمها السنوي بمشاركة جماهيرية وحكومية واسعة في مهرجان الذكرى 61 لثورة 26 سبتمبر، والذكرى 60 لثورة 14 أكتوبر، حيث تخللت الفعالية فقرات فنية وفلكلورية، وخُطَب وطنية، أكدت جميعها على التمسك بالقيم الجمهورية والوحدة، وأهمية دور الجاليات في نقل الرسالة الوطنية للأجيال القادمة.
وفي تصريح خاص، عبّر رئيس الجالية علي عبد اللطيف الصايدي عن فخره بما تحقق خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من العمل المؤسسي، والتعاون مع الجهات الرسمية والمدنية داخل الولايات المتحدة وخارجها لخدمة قضايا اليمنيين في المهجر.
وأضاف: “نحن نعمل على ترسيخ حضور الجالية في مختلف المحافل، ونسعى لمد الجسور مع كل الجهات التي تؤمن بأهمية التعدد والاندماج، مع الحفاظ على الهوية والانتماء الوطني.”
وتُعد هذه الأنشطة دلالة واضحة على أن الجالية اليمنية في نيويورك بدأت تؤسس لنفسها مكانة مؤثرة ضمن المشهد الأمريكي متعدد الثقافات، بما يخدم مصلحة اليمنيين ويعزز حضورهم وصوتهم في مختلف المستويات.